مناهج البحث عند علماء المسلمين

 الحمد لله رب العالمين، خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة من لا يرتاب في شهادته، واعتقاد من لا يستنكف عن عبادته. علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم وأشهد أن محمداً عبده الأمين، أرسله إلى الخلق أجمعين، بلسان عربي مبين. بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في سبيل ربه المشركين، وعبد ربه حتى أتاه اليقين. فصلى الله على محمد خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وعلى آل بيته المطهرين، وأصحابه المنتخبين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد،

فقد كان الدافع لكتابة هذا البحث، هو مذكرة كانت في مادة مناهج البحث وتحقيق النصوص في مرحلة البكالوريوس، للدكتور الفاضل أحمد بن حمد مغربي، ومرت السنوات وأنا أعيش هذه المنهجية بدءا بكتابتي لرسالة الماجستير، ثم الدكتوراة، وكانت تلك المعلومات مصدرا ثرا لي في منهجيتي في الكتابة خلال السنوات.

مثّل الإسلام بداية النقلة الحضاريّة قبل أربعة عشر قرنا من الزّمن. شملت جميع المجالات، لعلّ أهمّها المجال العلمي-المعرفي والمجال السّلوكي، ومن ثمّ المجال الحضاري.  

أسّس الإسلام طرقا جديدة في التّفكير والنّظرة إلى الأحداث والظّواهر الكونيّة: الطّبيعيّة والإنسانيّة، فظهر الكثير من العلماء المسلمين الذين أسّسوا القواعد والقوانين العلميّة في شتّى الميادين، مستفيدين في ذلك من القرآن والسنّة أوّلا، ومن المنتجات العلميّة التي وفّرتها الحضارات المجاورة للمسلمين، أو التي فتحوها ثانيا.

إن دراسة مناهج البحث التي اتبعها المسلمون في علومهم، يؤدي إلى تجلية صورة المنهج لديهم، والخطوات العلمية التي خطوها في هذا المجال، ويستطيع الباحث المنصف أن يقف على مدى الإسهام الكبير الذي حققه مفكرو الإسلام في مجال البحث العلمي، وهو إسهام يدعو إلى إجلال وتقدير كبيرين.

في هذا المجال كتبت هذا الموضوع “مناهج البحث عند علماء المسلمين، والذي أرجو أن تكون التقدمة التي مضت أبرزت جانباً من أهميته.

وقد جعلته في تمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة.

المقدمة، وقد سبقت. أما التمهيد ففيه التعريف ببعض المصطلحات العلمية.

المبحث الأول: وفيه تكلمت عن العلوم الإسلامية، التي تميز المسلمون بالكتابة فيها بمنهج خاص، وأسباب تخصيص العلوم الإسلامية بمنهج خاص.

المبحث الثاني: أسس ومنطلقات الفكر والمنهجية عند علماء المسلمين.

المبحث الثالث: عرضت فيه لمناهج البحث عند علماء المسلمين، وشمل الحديث عنه في ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: المنهج النقلي. ويشمل التعريف به. ثم تحدثت عن المنهج النقلي عند الأمم السابقة. وأخيراً ضوابط المنهج النقلي المعتمدة في مناهج البحث في العلوم الإسلامية.

المطلب الثاني: المنهج الاستدلالي. وشمل: تعريفه، بيان أدوات الاستدلال، ثم توجيه القرآن الكريم للاستدلال، ثم تحدثت عن صور الاستدلال، وهي:

أولاً- التجربة: تعريفها، شروط نجاحها، ثم عرضت للمنهج التجريبي وعلماء المسلمين في الأخذ به.

ثانياً- الاستدلال: الاستقراء. وشمل: تعريفه، أقسامه، حث القرآن على اتخاذ طريق الاستقراء، وأخيراً علماء المسلمين والاستقراء.

ثالثاً- الاستنباط: وشمل: تعريفه، آلاته، أنواعه، وأخيراً: مسألة تعارض الوحي والاستدلال.

المطلب الثالث: المنهج الجدلي. وعرفت فيه بالجدل في اللغة والاصطلاح. ثم تحدثت عن الجدل بقسميه: المحمود والمذموم، وتوجيه القرآن الكريم للمحمود منه. وأخيراً: المنهج الجدلي والآخرون، والمنهج الجدلي عند علماء المسلمين. وضوابطه المعتبرة عندهم.

وأخيرا: الخاتمة في أهم النتائج والتوصيات.

أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت فيما عرضت. والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه سبحانه.

 

لتحميل البحث اضغط هنا