الاستنساخ حقيقته وموقف الإسلام منه

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله وبعد:

فإن استخدام العقل البشري فيما لا يفيد لهو نوع من الدخول بالعلم في دائرة الغرور والإفساد. بالرغم من الحقيقة التي لا تقبل الشك، وهي أن الإسلام شجع استخدام العقل في العلم النافع، بل حث عليه.

والتجارب العلمية التي يقوم بها العلماء لم توجد للعبث بحياة البشرية، وإهدار كرامتها، فالعلم يجب أن يسخر لخدمة الإنسان.

ولقد ثارت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة عندما طلع علينا علماء الأحياء، فقالوا إنهم استطاعوا أن يخلقوا (يستنسخوا) شاة من شاة أخرى، وأن الطريق أصبح مهيئاً لاستنساخ البشر حسب الطلب.

وربما لم تحظ أية قضية علمية بقدر من الاهتمام في مختلف أنحاء العالم خلال السنوات القليلة الماضية بمثل ما حظيت به قضية الاستنساخ، وما أثارته من ضجة لا يزال صداها مسموعاً حتى الآن، ويعود ذلك لما طرحته هذه التقنيات الحديثة التي نعيش فيها من تساؤلات حول مصير إنسان العصر الحديث كما يقولون.

لقد خلق الله آدم عليه السلام من طين، وصوره في أبدع صورة، ثم نفخ فيه من روحه، فهو أول إنسان بلا أب ولا أم، وخلق حواء من ضلع آدم عليه السلام، وكذلك عيسى عليه السلام خلقه عزوجل من دون أب.

ولكن المشكلة الكبرى تكمن في هذه الرغبة العارمة لدى بني البشر في السيطرة والتحكم، مما يثير القلق والمخاوف من جراء هذه التكنولوجيات التي لا تتورع عن العبث بالمصائر، من أجل حفنة من المال أو تحقيق حلم الشهرة، أو إرضاء لرغبات أخرى الله وحده أعلم بها.

ومؤخرا ومع اقتراب عام 2002م من نهايته أعلنت احدى الشركات الغربية عن استنساخها لأول طفلة في العالم، وهو الأمر الذي أثار الشكوك بين العلماء، كما دفع الأوساط الدينية والسياسية والاجتماعية حول العالم إلى استنكار الأمر.

لكل هذه التساؤلات والطروحات اخترت أن أكتب حول موضوع الاستنساخ حقيقته وموقف الإسلام منه، ولعل ما عرضت يؤكد ويبين أهمية هذا الموضوع واستجلاء ما فيه من غوامض وتساؤلات.

ولقد قمت تبعاً لذلك بتقسيم هذا البحث إلى تمهيد عرفت فيه بالاستنساخ والفرق بينه وبين الهندسة الوراثية.

 

ثم اتبعت التمهيد بأربعة فصول وخاتمة على النحو الآتي:

الفصل الأول: بدايات الاستنساخ وأنواعه وحوى مبحثين

المبحث الأول: قصة الاستنساخ (البدايات) وحوى:

  • دعوى الصراع بين الخير والشر عند الرومان والسعي لخلق الإنسان والحيوان من غير الطريق الذي شرعه الله تعالى.
  • دعوى الرائيلية اليهودية أن البشر ولدوا عبر الاستنساخ.

المبحث الثاني: أنواع الاستنساخ والمحاولات فيه وحوى:

  • الاستنساخ العلاجي.
  • الاستنساخ التكاثري.

وفيه تكلمت عن محاولات الاستنساخ على الحيوان، وما اتبع ذلك من نشاطات أخرى على صعيد استنساخ البشر. ثم قصص مزعومة عن الاستنساخ.

المبحث الثالث: مدى مصداقية الاستنساخ.

الفصل الثاني: استنساخ البشر بين المخاطر والفوائد الموعودة: وفيه مباحث.

المبحث الأول: فوائد واستخدامات التقنية الجديدة، والعوائق التي تواجهها، عند المؤيدين للاستنساخ..

المبحث الثاني: ازدياد نسبة التشوهات في الإنسان المستنسخ.

المبحث الثالث: مشاكل أخلاقية واجتماعية.

الفصل الثالث: موقف الأديان – غير الإسلام والهيئات من الاستنساخ. وفيه مباحث.

المبحث الأول: موقف اليهود والنصارى (ممثلاً في الفاتيكان).

المبحث الثاني: موقف الأمم المتحدة والبرلمان الأوربي، وهيئات أخرى من الاستنساخ.

الفصل الرابع: موقف الإسلام من الاستنساخ: وحوى تمهيداً وعدة مباحث.

تمهيد:

  • موقف النبي eمن الطب والتداوي.
  • تشجيع الإسلام للبحث العلمي.

المبحث الأول: رأي في صور الاستنساخ المقبول والمرفوض والحكم الشرعي فيها.

المبحث الثاني: دعوى الاستنساخ ومضاهاة خلق الله.

المبحث الثالث: مسألة نفخ الروح في المستنسخ، وحرمته الشرعية.

المبحث الرابع: الاستنساخ وكرامة الإنسان.

المبحث الخامس: الاستنساخ مصادم للفطرة التي فطر الله الناس عليها.

 المبحث السادس: الاستنساخ وعقيدة البعث.

المبحث السابع: فتوى الأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، والمجمع الفقهي بتحريم الاستنساخ.

وأخيراً الخاتمة وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث.

والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم.

 

لتحميل البحث اضغط هنا