الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد،،
فقد حرم العرب والعجم في الجاهلية النساء من التملُّك، ومنعت المرأة من التصرف فيما تملك فجاء الإسلام وأبطل ذلك، وأثبت للمرأة حق التملُّك بأنواعه والتصرُّف بأموالها بالطرق المشروعة.
وجاء الإسلام، وفي شريعته اهتم بالمرأة من جميع النواحي، فلقد سميت باسمها سورة من أكبر السور في القرآن الكريم وهي سورة النساء، كما اهتمت السنة النبوية بالمرأة فكانت وصيته، r بها خيرا في خطبة الوداع حيث قال: ” استوصوا بالنساء خيراً “
والمرأة في الإسلام نصف المجتمع، بل هي النصف الذي يؤثر في حياته وبنائه، وفي ظل ذلك تضمنت الشريعة الإسلامية الأحكام والمبادئ الشرعية التي تبين حقوق ومسئوليات المرأة.
وأثبت الإسلام حرية التملُّك، وحرية إجراء العقود المالية دون وصاية لأحد عليها، ما دامت متمتعة بشروط الأهلية. بل وأقر لها حق التصرُّف بالملكية بكل صورها وأشكالها؛ من بيع وشراء، وتأجير واستئجار، وهبة ووصية، وميراث، ووقف وتصدُّق، وإعارة واستعارة، ورهن وكفالة، ومتاجرة ومزارعة، ومضاربة وغيرها، ولها مطلق التصرُّف في المعاملات، وفي العقود المالية.
ليس هذا فحسب، بل للمرأة أن تمارس التجارة وسائر أسباب الكسب المباح، فلها أن تضمن من تشاء ويضمنها غيرها، ولها أن توصي لمن تشاء من غير ورثتها في الحدود الشرعية، ولها أن تخاصم غيرها إلى القضاء تحصيلاً لحقِّها، ودفعًا للضرر المحتمل.
كل ذلك كفله الإسلام للمرأة، شريطة ألاّ يتنافى عملها وسعيها وتصرفها وتملكها مع التعاليم الشرعية، وبحيث لا يتعارض ذلك مع وظيفتها ودورها.
ولكن أعداء الإسلام ما فتئوا يشككون ويطعنون في هذا الدين ويثيرون الشبهات حوله، ومن تلك الشبهات التي أثارها أعداء دين الله عز وجل حول ميراث المرأة، وادعائهم أن الإسلام قد هضمها حقها حين فرض لها نصف ما فرض للذكر، ينمُّ عن جهل عظيم من هؤلاء المتعالمين، الذين أرادوا أن يطعنوا في الإسلام بما هو ميزة فيه.
وتأتي هذه الورقة ضمن مشاركات مؤتمر حقوق المرأة في الإسلام، والذي تنظمه جامعة طيبة تزامنا مع الاحتفاء بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية.
وقد جعلت بحثي في مقدمة، وتمهيد، ومبحثين وخاتمة.
تمهيد في: ميراث المرأة قبل الإسلام، وفي بعض المجتمعات المعاصرة.
المبحث الأول: ميراث المرأة في الإسلام.
المبحث الثاني: الشبهات المثارة حول ميراث المرأة والرد عليها.
الخاتمة: في نتائج وتوصيات البحث.
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وأن يؤدي هذا العمل ولو جزءاً يسيراً من واجب الدعوة إلى الله ببيان حقيقة هذا الدين الخاتم، وإبراز الصورة الحضارية المشرقة لهذا الدين في كافة جوانب الحياة، وفي كل هذا أسأل المولى جل وعلا أن يجعله خالصا لوجهه الكريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لتحميل البحث اضغط هنا

