الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد،
فيعد الحوار الركيزة الإنسانية المثلى في واقعنا المعاصر، بل والأسلوب الحضاري الأنجع في تجلية الحقائق وإزالة المفاهيم المغلوطة، والأحكام المسبقة لا سيما الخاطئ منها، عن الآخر. وهو وسيلة لمد جذور التواصل والتفاهم وتعزيز التعايش السلمي بين أفراد المجتمع. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13].
ومن خلال هذا البحث أعرض لشمائل المصطفى r، وكيف يمكن أن يكون الحوار معززا في التعريف بالنبي r ورسالة الإسلام السامية، والدفاع عنه r بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة، وتوضيح جوانب وسمات من شخصيته العظيمة من خلال النصوص المنقولة عنه، في تراث علمائنا وسلفنا الصالح، بل وعلماء الغرب، توظيفا لأساليب الحوار الحضارية، لتحقيق الغاية والهدف الأسمى من هذا المؤتمر.
سيكون هذا البحث بإذن الله في مقدمة، وتمهيد: في مفهوم الحوار. وثلاثة مباحث على النحو التالي:
المبحث الأول: في أهمية الحوار.
المبحث الثاني: بعض شمائله عليه الصلاة والسلام، وشهادات علماء الغرب في تلك الشمائل.
وفيه مطالب: المطلب الأول-صدقه r. وشهادات بعض علماء الغرب بصدقه r.
المطلب الثاني –عدله r. شهادات بعض علماء الغرب بعدله r.
المطلب الثالث – رحمته r. وشهادات بعض علماء الغرب بصدقه r.
المبحث الثالث: أثر الحوار في الدفاع عن النبي r بإبراز تلك الشمائل.
ثم الخاتمة في أهم النتائج والتوصيات.
ويأتي هذا البحث في هذا المؤتمر لتحقيق متطلبات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وتبنيه مشاريع الحوار الوطني، والحوار العالمي بين أتباع الديانات والثقافات والشعوب المختلفة في العالم، تحقيقا للتعايش والتعارف الحضاري والتبادل الثقافي والعلمي، والتواصل التقني والمعلوماتي.
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وأن يؤدي هذا العمل ولو جزءاً يسيراً من واجب الدعوة إلى الله ببيان حقيقة هذا الدين الخاتم، والدفاع عن مبلغ رسالة هذا الدين عليه أفضل الصلاة والسلام، وإبراز الصورة الحضارية المشرقة لهذا الدين في كافة جوانب الحياة، وإشاعة روح التسامح والتعايش والحوار.
قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 40]
وفي كل هذا أسأل المولى جل وعلا أن يجعله خالصا لوجهه الكريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لتحميل البحث اضغط هنا

