التحليل النفسي عند فرويد – دراسة نقدية في ميزان الإسلام

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله وبعد:

فلقد تزايدت أهمية الدراسات النفسية والاجتماعية في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية التطبيقية، كالتربية والتعليم والدعوة والإعلام والعلاج الجسمي والنفسي والعقلي… الخ.

ويحتل علم النفس أهمية خاصة لطالب الشريعة وأصول الدين، حيث يسهم في إعداده مهيئاً ليمارس دوره كداعية ناجح سواء في مجال التعليم أو الوعظ والإرشاد أو القضاء، حيث ينبغي له أن يفهم ما يصدر عن الإنسان من سلوك ظاهر وباطن، ومعرفة محركات السلوك ودوافعه وحوافزه وأسبابه، حتى يستطيع أن يحلل ويشرح وجهات النظر الغربية الزائفة، وبيان أصولها الوثنية، والتي ظلت آثارها حية في وجدان علماء الغرب المعاصرين.

ومن تلك النظريات الغربية في علم النفس نظرية فرويد في مجال الدراسات النفسية، وهو باحث نمساوي الأصل، أرجع الطاقة الإنسانية كلها إلى غريزتين أساسيتين، هما: غريزة الحياة أو الجنس، وغريزة العدوان أو الموت.

وفي هذا اختزال مخل في تفسير النشاط الإنساني، وفيه تجاهل للجوانب الروحية وغيرها في الإنسان.

وإذا كانت النظرية الفرويدية تنطوي على بعض الإسهامات المفيدة في مجال الطب النفسي، مثل تفسير الكثير من الأمراض النفسية والعقد والقلق، إلا أن إسراف فرويد في التفسير الجنسي والعدواني أفقدها الكثير من القوى التفسيرية والموضوعية.

وفي هذا البحث أعرض لهذه النظرية، وبيان مفهومها، ونقد العلماء الغربيين لها، وأخيراً بيان موقف الإسلام منها.

وقد جعلت البحث في تمهيد عرفت فيه بفرويد والتحليل، وثلاثة مباحث وخاتمة على النحو التالي:

المبحث الأول: نظرية التحليل النفسي وحوي:

أولاً: تعريفها.

ثانياً: مبادئ الحياة النفسية عند فرويد.

ثالثاً: أهم مفاهيم نظرية التحليل النفسي.

المبحث الثاني: منهج العلاج النفسي، والظواهر التي كشفها.

المبحث الثالث: نقد نظرية التحليل النفسي. وبيانها في ميزان الإسلام

وأخيراً الخاتمة، فيما توصلت إليه من نتائج.

أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت فيما عرضت، وأن يغفر لي ما زل به القلم واللسان. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

لتحميل البحث اضغط هنا