الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..
فهناك مصطلحات متعددة على الساحة الإعلامية والعالمية (حوار الحضارات)، و(حوار الأديان)، و(الحوار العربي الأوروبي)، و(صدام الحضارات)، و(صراع الحضارات)، و(الحوار الإسلامي المسيحي)، و(حوار الثقافات)، ولكل مصطلح مدلوله حسب ما يقيد به
ولكن المعني في هذا البحث هو دراسة مصطلحين عنتهما الدراسة، ألا وهو صدام الحضارات وأقصد به ما تعلق بمقولة صموئيل هنتنجتون في كتابه (صدام الحضارات، وإن سبقتها مقولات أو أعقبتها مقولات، لكن هذه المقولة كان لها صداها، وما ترتب عليها من تسليط الضوء على الصراع بين الغرب والإسلام تحديداً
وكذا مصطلح (حوار الحضارات) قد سبقته مفاهيم ومصطلحات، وتلته أيضاً، ولكن المقصود بالدراسة هنا ما قابل النظرية القائلة بالصراع بين الإسلام والغرب، وأنه لابد من تعزيز التعاون والتفاعل والتعارف بين الجانبين على أسس من العدل والمساواة والاحترام.
هذا ما يقصده البحث وإلا فالمصطلحات والمفاهيم المعروضة على الساحة كثيرة، على مر العصور كانت ولا تزال حالة من المد والجزر والحرب والسلم بين الإسلام والغرب، وهذه العلاقة في السنوات الأخيرة اختلفت وجهة النظر إليها إلى وجهتين: وجهة نظرت إلى الأحوال المتباينة بين المسلمين والغرب، ورأت فيها صراعاً، وعبرت عنها بما يسمى (صدام أو صراع الحضارات).
والوجهة الأخرى التي رأت أن ما بين المسلمين والغرب من العلاقة، لاسيما التطورات الأخيرة يمكن أن يتحقق من خلالها تلاقياً وتطويراً إلى الأفضل من خلال ما يسمى (حوار الحضارات).
ما هي حقيقة هذه الدعاوى – (صدام الحضارات)؟ (حوار الحضارات)؟ وهل يمكن أو لا يمكن أن يكون هناك حواراً بين الإسلام والغرب؟
هذا ما أحاول أن أعرضه في هذا البحث، والذي أبين فيه بعد عرض الوجهات المختلفة – الصدام والحوار والرؤية الإسلامية لهذه الدعاوى.
وقد جعلت البحث في مقدمة وسبقت وتمهيد في المفاهيم اللغوية والاصطلاحية،
ثم ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في مفهوم صدام الحضارات.
المبحث الثاني: في مفهوم حوار الحضارات.
المبحث الثالث: رؤية إسلامية لحوار الحضارات في مقابل صدامها.
وأخيراً الخاتمة في النتائج والتوصيات.
والله أسأل أن يتقبل هذا العمل، وأن يكون مستهما ولو بالقليل في تجلية هذا الموضوع وبيانه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لتحميل البحث اضغط هنا

